الوطن.يبرز تصريحات شيخ الأزهر.القدس عربية منذ 6 ألاف سنة

Spread the love

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن مزاعم الصهاينة حول أحقيتهم فى القدس باطلة ولا دليل عليها، وقال الإمام الأكبر، فى حديثه الأسبوعى على التليفزيون المصرى، المُذاع أمس الأول، إن التاريخ يُكذب مزاعم اليهود سواء فى إعلامهم أو أدبياتهم؛ حيث ثبت تاريخياً أن العرب اليبوسيين أول من استوطن هذه المدينة، وسميت باسمهم «يبوس» وهم من بطون العرب الأوائل، الذين نشأوا فى صميم الجزيرة العربية ثم انتقلوا إلى مدينة القدس.

وأضاف «الطيب» أن المدينة سميت بأرض كنعان، والكنعانيون عرب وكان ذلك قبل الميلاد بنحو 3 آلاف سنة، ثم دخلت فى حكم بنى إسرائيل على يد داود، عليه السلام، عندما غزا هذه المدينة فى القرن العاشر قبل الميلاد، مشيراً إلى أن عمر عروبة المدينة يزيد الآن على ستة آلاف عام، وظل الوجود العربى متصلاً عبر هذا التاريخ، بينما الوجود اليهودى فى عهدى داود وسليمان لم يتعد 415 سنة.

وتابع: «اليهود يتناسون أنهم منذ احتلالهم القدس سنة 1967 قلبوا باطن الأرض بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسى وحوله، فلم يجدوا حجراً واحداً يثبت أنه كان فى هذا المكان معبد يهودى فى يوم من الأيام»، مشيراً إلى أنه بافتراض أنهم كان لهم معبد فى القدس قديماً ويزعمون أن «سليمان» بناه للرب فى القرن العاشر قبل الميلاد، فهل يمكن أن يعاد رسم خرائط الدول وحدود الأوطان وملكيات الشعوب والجماعات البشرية، بناء على أن أجدادهم القدماء كان لهم معابد فى بعض الأماكن والبقاع؟».

شيخ الأزهر: اليهود قلبوا باطن الأرض تحت الحرم القدسى فلم يجدوا حجراً يثبت أنه كان معبداً لهم فى يوم من الأيام

وبيّن شيخ الأزهر أن استناد اليهود إلى نصوص من أسفار التوراة لإثبات أحقيتهم فى الأرض الفلسطينية، يبطله أننا إذا نظرنا إلى الأدلة التى يستندون إليها فى التأسيس لما يسمونه «وعد الله» وهو الوعد الإلهى بزعمهم لإبراهيم عليه السلام، ونسله بامتلاك الأرض المقدسة، الذى ينسبونه إلى نصوص وردت فى «سفر التكوين»، فسفر التكوين الذى جاء فيه هذا الوعد، كتب بعد سبعة قرون من عصر موسى عليه السلام، كما جاء فى «تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتى العصر الحديث» لزالمان شازار.

وفى سياق متصل، قال الدكتور محمد جلاء إدريس، المتخصص فى الدراسات الإسرائيلية، فى كتابه «أورشليم القدس فى الفكر الدينى الإسرائيلى»، إن النصوص العبرية لأسفار التوراة والعهد القديم تشير إلى أن السكان الأصليين للقدس ومنشأ المدينة وأصولها غير يهودية، مضيفاً أن أول ذكر لمدينة القدس داخل ثنايا التوراة، نجده فى سفر التكوين الإصحاح 14، حيث خرج بعض الملوك من جيران النبى إبراهيم عليه السلام، للترحيب به، ونجد أن التوراة تخبرنا أن ملكى صادق ملك شليم أخرج خبزاً وخمراً واصفاً إياه بأنه كاهن لله العلى وملكى صادق هو ملك اليبوسيين، الذين أسسوا مدينة القدس، وهم عرب بائدة ينتمون للساميين القدماء.

وفى سفر يشوع الإصحاح 10، الذى يجسد بداية التطبيق العملى للوعد الإلهى بالأرض لبنى إسرائيل، نجد أن «يشوع» واجه تحالفاً من سكان البلاد الأصليين ضم ملوكاً كان من بينهم «أدونى صادق ملك أورشليم» فيما يخبرنا سفر يشوع فى الإصحاح الـ15 بأن بنى يهوذا سكنوا مع اليبوسيين سكان أورشليم.

وظهر ذكر مدينة القدس مرة أخرى فى سفر صموئيل ثانى الإصحاح الخامس، حيث إنه فى عهد داود، عليه السلام، نقل مملكته من حبرون (الخليل) إلى أورشليم التى كانت عامرة بسكانها اليبوسيين، الذين وصفهم السفر بـ«سكان الأرض» وتكرر اسم القدس داخل ثنايا العهد القديم فى سفر المزامير، مزمور 134، وظهر على لسان النبى إشعياء فى أكثر من موضع داخل السفر الذى يحمل اسمه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

7 + 20 =