هل تتذكرون تلك الأفلام التي كانت تتناول حياة الساقطات اللاتي كن يمارسن نشاطن في البيوت المشبوهة، بشكل علني ومُقنن، تحت أنظار القانون والعُرف والمجتمع.
فكان أمر تقنين منازل الدعارة، حينها معروفًا، لكنه بات جريمة اليوم، في أغلب الدول العربية والأوروبية، إلى أن جاءت لندن لتُعيد فتح هذا الملف من جديد.
فحسبما ذكرت “BBC” تسعى الشرطة في لندن لتقنين بيوت الدعارة بالعمل بشرط توفير بيئة آمنة للنساء العاملات، والتي كانت عادةً ما تستخدم تلك المنازل سيدات من ضحايا الاتجار بالبشر والمدمنات، لاستغلالهن والضغط عليهن، إلا أن الأمر قد يختلف اليوم عقب تقنينها.
ويعد واحدًا من أبرز تلك البيوت هو ملكًا لمُحقق شرطة سابق، والذي يديره تحت أنظار السلطات، وهم سعداء بذلك ما دامت العاملات بأمان، حسبما ذكر في حديثه لـ”bbc”، مؤكدًا أنه “يدفع ضرائب عما يجنيه من أموال قد تصل سنويا إلى 60 ألف جنيه إسترليني”.
وفي مغامرة لفيكتوريا ديربيشير الصحفية بالـbbc، التي ذهبت لهذا المنزل، فقد وجدته على الطراز الفيكتوري في لندن، كما إنه يضم غرفتي نوم، مؤكدة أنها شقة عصرية مريحة ودافئة.
وأضافت “ديربيشير” قائلة: “في بيت الدعارة عاملات لطيفات من بريطانيا وغيرها”، ومن بين هؤلاء البريطانية لويز وتحمل شهادة دبلوم في علم الأحياء البحرية، مؤكدة أن المشروع يعد مُربحًا جدًا للفتيات في لندن، حيث إن جرس الهاتف يرن كل 5 دقائق لحجز موعد، وذلك بعدما تسوق الفتيات لبعضهن البعض على وسائل التواصل الاجتماعي.
وحسبما ذكرت الصحفية، فإن الغريب في الأمر أن صاحب بيت الدعارة ضابط شرطة سابق يبلغ من العمر 45 عاما ولديه ابنة واحدة لا تعلم شيئا عن عمله الحالي.
وتابعت: “على الرغم من أن بيوت الدعارة غير قانونية في إنجلترا إلا أن ضابط الشرطة السابق ليس لديه رادع أخلاقي من مخالفة القانون لأنه لا يتفق معه”.
البي بي سي