ابتسام سيد
اثارت الصور التي انتشرت في ارجاء العالم التي توثق للاحتجاجات الإيرانية مع بدايتها في 28 ديسمبر 2017 صدمة للكثيرين,لانها ليست ثورة رجال – بل هي انتفاضة نساء .
وسرعان ما تحولت هذه الانتفاضة الى مظاهرات ضربت سائر انحاء البلاد,واسبابها تكاد تتشابه مع اسباب ثورات الربيع العربي من اضطرابات اقتصادية في إيران ، ووعود بالرخاء وبالقضاء على البطالة والفقر فى بلد يعد ثانى أكبر مصدر للبترول، وثانى مصدر للغاز بعد روسيا,وعود لم تنفذ . ولكن لم تكن تلك فقط مبررات الثورة النسائية بل كانت ايضا ضد حكم الملالي الذي يسيطر على السلطة في ايران منذ الثورة الاسلامية 1979.
وبرزت المواقف النسائية في الثورة من خلال مشاهد تثير الدهشة حقا مثل مشهد المرأة الإيرانية الشابة التي وقفت فوق حاوية واسقطت حجابها – وهو مفروض عليها بالقوة من قبل الحكومة الاسلامية- ثم تلوح به في الوقت نفسه كعلم. كان ذلك تحديا كبيرا مثل تحدي بطلة الشطرنج الإيرانية دورسا دراخشاني التي طردت من البطولة في إيران لرفضها ارتداء الحجاب.
ولم يكن هذا المشهد فريدا بل توالت مقاطع الفيديو مثل مقطع آخر انتشر على وسائل مواقع التواصل الاجتماعي, لامرأة تواجه قوات الأمن وتصرخ “الموت لخامنئي” في حين أن الحشود حولها تنضم إليها. وبحسب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإن السمة البارزة لتلك المظاهرات، كانت قمع السيدات بصورة أكبر من الرجال.
وامام هذه القوة أعلنت الشرطة الإيرانية أنها لن تعتقل النساء اللاتي رفضن الالتزام باللباس الإسلامي. وقال رئيس شرطة طهران الجنرال حسين رحيمي للصحافيين ان “الذين لا يلتزمون باللباس الاسلامي لن يعودوا الى مراكز الاعتقال ولن يتم رفع دعاوى قضائية ضدهم”.في انتصار كبير للمراة الايرانية .
وظهرت امرأة أخرى على شريط صوتي تعلن “وجهتم قبضاتكم ودمرتم حياتنا، والآن نوجه قبضاتنا،هيا , كونوا رجالا، وانضموا إلينا، وأنا كامرأة ساقف أمامك واحميكم هيا لنمثل بلدنا”. وهناك الكثير و الكثير من الامثلة ,وعلى الرغم من أن العالم صامت على ما يحدث في ايران، تقف المرأة بمفردها ,تقف متحدية للسلطة ، وتعرض حياتها لخطر الاعتقال أو الموت. وقد فعلت ذلك دون دعم جماهيري حتى من الجماعات النسائية التي تدعي وجودهاولكنها لا تزال صامتة .