تعامدت أشعة الشمس، صباح اليوم الأحد، على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، أحد أشهر فراعنة مصر بموقعه المعروف جنوب البلاد، وسط أجواء ابتعدت عن الاحتفالات، على خلفية ضحايا حادثة الواحات، الجمعة، التي راح ضحيتها 17 من رجال الشرطة خلال إطلاق نار مع إرهابيين.
وبدأت ظاهرة التعامد في تمام الساعة 3:53 بتوقيت غرينتش واستمرت لمدة 22 دقيقة، وفق حسام عبود، مدير عام آثار أبوسمبل التي يتواجد فيها تمثل الملك رمسيس الثاني.
وفي تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط (أش أ) الرسمية، أوضح مدير عام آثار أبوسمبل جنوب أسوان، أن ظاهرة تعامد الشمس قطعت خلالها أشعة الشمس 60 متراً داخل المعبد، مروراً بصالة الأعمدة حتى حجرة قدس الأقداس لتسقط أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني.
وأشار عبود إلى أن الظاهرة شهدها نحو 3500 شخص من بينهم 1500 سائح أجنبي، في وجود خالد العناني وزير الآثار وحلمي النمنم وزير الثقافة ومحافظ أسوان مجدي حجازي.
وتسطع الشمس عمودياً على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني مرتين كل عام، الأولى في 22 أكتوبر/تشرين الأول الذي يوافق عيد ميلاد الملك، والثانية في 22 فبراير/شباط عيد توليه العرش، إذ يوصف الفرعون الثالث في الأسرة التاسعة عشرة بأنه كان من أقوى فراعنة مصر.
وألغت مصر احتفالات فنية كانت بصدد تنظيمها على هامش الظاهرة، واقتصرت فقط على فتح أبواب معبد أبو سمبل أمام السائحين لمشاهدة الظاهرة.
وجاء الإلغاء بقرار محافظ أسوان في إطار الحداد على مقتل الجنود المصريين.
وفي 22 فبراير/شباط الماضي، شاهد آلاف السائحين الأجانب وزوار مصريون الظاهرة الأولى لتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، وسط أجواء كرنفالية.
ووفق معلومات تاريخية، فإن تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني (الذي حكم مصر بين عامي 1279 و1213 قبل الميلاد) ظاهرة اكتشفتها في عام 1874 المستكشفة الإنجليزية إميليا إدواردز والفريق المرافق لها، وسجلتها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل). وكانت الشمس تتعامد على تمثال رمسيس الثاني داخل معبد أبوسمبل يومي 21 فبراير/ شباط، و21 أكتوبر/تشرين الأول وهما اليومان اللذان يقال إنهما يوافقان ذكرى مولد الملك وارتقائه العرش.
لكن التاريخين تغيرا إلى 22 فبراير/شباط ومن أكتوبر/تشرين أول بعد نقل المعبد في ستينيات القرن الماضي لإنقاذه من الغرق في مياه بحيرة السد العالي، بحسب ما ذكرت وكالة “الأناضول”. ويفسر العلماء ذلك بتغيير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 متراً غرباً وبارتفاع 60 متراً، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 60 متراً لتصل إلى قدس الأقداس.
واكتشف معبد أبوسمبل الذي يشهد الظاهرة، الرحالة الألماني بورخاردت في عام 1813، وأزاح التراب عنه كاملاً المغامر الإيطالي جيوفاني بلزوني في عام 1817.